يضم هذا الكتاب مداخلاتنا فى مجال تكنولوجيا الاتصال والنشر الإلكترونى على شبكة الإنترنت، وهى المداخلات التى تمثل عصارة جهدنا البحثى والعلمى طوال خمس سنوات فى فترة ما بعد الحصول على درجة الأستاذية فى الإعلام فى أوائل العام 2005. ويتمثل هذا الجهد فى خمسة أبحاث علمية أحدثت صدًى طيبًا فى مجال التخصص من قِبَل المتخصصين فيه، وهو ما لمسناه من خلال عرض هذه الأبحاث فى المؤتمرات العلمية، كما لاقت هذه الأبحاث اهتمامًا متزايدًا من قِبَل وسائل الإعلام نظرًا لتأثير الظواهر المدروسة على المجتمع المصرى.
ويعرض الفصل الأول من هذا الكتاب دراسة بعنوان "أزمة حرية التعبير: الإعلام التقليدى فى مواجهة التدوين"، ويقوم هذا الفصل بتقديم قراءة متعمقة لظاهرة المدونات ومدى إسهامها فى توفير بيئة مواتية لحرية التعبير بشكل غير مسبوق، وكذلك المشكلات التى تواجه المدوِّنين المصريين بما يؤدى إلى نشوء أزمة فى الحرية التى أتاحتها شبكة الإنترنت، كما يحاول هذا الفصل رصد العلاقة بين الإعلام التقليدى والمدونات.
ويعرض الفصل الثانى دراسة عنوانها: "الفيس بوك والإعلام البديل"، ويتناول المبحث الأول ظاهرة الإعلام البديل Alternative media التى ازدادت رسوخًا على شبكة الإنترنت وتجلياتها المختلفة وخاصة فى ظل تقديم هذه النوعية من الإعلام مضمونا مختلفا ومغايرا عما تقدمه وسائل الإعلام السائدة Mainstream Media، مضمونا ينتجه مستخدمو الإنترنت User-Generated Content، وهو المضمون الذى أدى الى خلق مجال عام على شبكة الإنترنت يثير عديدا من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتى غالبا مالاتجد صدى فى وسائل الإعلام السائدة، وهو مايؤدى الى حشد وتعبئة الجمهور خلف هذه القضايا، وهو ماأدركه القائمون على حملة باراك أوباما عند الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008، واستفادت منه أيما استفادة.
ويتناول المبحث الثانى من هذا الفصل " الشبكات الاجتماعية: التواصل بعيداً عن حدود الجغرافيا "، حيث يركز هذا المبحث على امكانية بناء المساحات الافتراضية على شبكة الإنترنت ودورها فى احداث التواصل الاجتماعى بين قاطنى هذه المساحات بعيدا عن الحدود الجغرافية الفاصلة بين الدول المختلفة، وهى الحدود التى أصبحت لامعنى لها فى ظل عصر العولمة الإعلامية الذى نعيشه، كما يبرز هذا المبحث القدرات الاتصالية لمواقع الشبكات الاجتماعية، ويناقش المبحث الثالث ظاهرة " الإعلام البديل والفيس بوك فى الواقع الافتراضى فى مصر والمنطقة العربية " من حيث الاحصاءات والتأثيرات، والاشتباك الحادث بين ظاهرة الإعلام البديل والعملية السياسية فى مصر، وأطر العلاقة بين الإعلام البديل والإعلام السائد فى الواقع المصرى المعاش.