يتحدث المؤلف فى لقطة بانورامية مكثفة، يعرضها للقارئ كصورة واحدة، ثم لايلبث أن يفصِّل فى مكونات الصورة باقتدار مذهل.. وقد انبثقت عن كل مكون من هذه المكونات، تفصيلات أخرى، لايخفق القارئ في متابعتها ورصدها.
ولا يتناول طه حسين هذه الفتنة من منظور تاريخى فحسب، فقد تحدث كثيرون - لاحصر لهم – عن هذا المنظور، وإنما هو ينقل لك كل الأسباب والإرهاصات المفضية إلى الفتنة، حتى لحظة مقتل عثمان، رضى الله عنه.. ولايؤثر عليك لإصدار إحكام أو يدفعك إلى استنتاجات .. وإنما يجعلك شريكاً له فى رحلة كتابه، تتحمل نصيبك من القراءة والفهم والانفعال، وتصل بنفسك إلى منظور تاريخي وثائقى اجتماعى فلسفى أدبى، ترى فيه ما لا يراه غيرك تجاه هذه الفتنة..
لذا، فإن هذه الإصدارات، مشفوعةً بالدراسة النقدية التحليلية الضافية للأستاذ الدكتور يوسف نوفل، لهى حق للأجيال الحالية، يمكِّنها من الوقوف على مواطن إبداع د. طه حسين وتميزه وتفرده فى الرؤية والمنحى.
*** عميد الأدب العربي طه حسين ***
ولد في عام 1889م في المنيا، وتوفي في عام 1973م، وفقد بصره عن عمر ثلاث سنوات؛ نتيجةً لإهمال حالة عينيه.رُشِّح لجائزة نوبل في الأدب أربع عشرة مرة، وأصبح عميدًا لكلية الآداب بالجامعة المصرية عام 1936م. تزوج من الفرنسية "سوزان بيرسو" عام 1917م. وللحق، فإنه لم يشغل أي رائد من رواد الأدب العربي تلك المساحة، التي شغلها د.طه حسين، عميد الأدب العربي الراحل، مفكراً وباحثاً وقاصًّا وناثرًا وناقداً وكاتب سيرة ذاتية..