
هذا كتاب في تقويم المناهج الدراسية وتطويرها. وهو يسد فراغًا في المكتبة التربوية العربية، حيث يضم رؤى التقويم والتطوير معًا في منظومة المناهج الدراسية.. فهو يضم بين دفتيْه دلالات المنهج وعلاقته بالتقويم، وتقويم المعلم وتقويم المتعلم وتقويم نواتج التعلم، وتقويم المنهج بعناصره.. ويضم بعد ذلك منظومة المنهج الدراسي، ومعايير ومؤشرات تقويمه، ورؤى جديدة في تقويم المنهج، ومداخل التقويم ونماذجه، والتقويم الواقعي، والتقويم الذاتي، ثم تطوير المنهج الدراسي بكل أبعاد التطوير ودواعيه وأسسه وأساليبه وخطواته ومعوقاته.
وهذا الكتاب يضع في اعتباره المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية التي فرضت في عصر العولمة تحديات كثيرة على مختلف الأنظمة التعليمية، مما يستلزم التعامل مع هذه المتغيرات المتسارعة بفاعلية ووعي، في محاولة لفهم معطيات حاضرنا والتكيف معها، ومن ثم التهيؤ لمواجهة المستقبل. ويدرك أن تلك المتغيرات أيضًا تتطلب عربيًّا عصريًّا متفتح الذهن، لديه الحافز والقدرة على التفكير الخلاق والإبداع والابتكار والتميز بمواصفات مستقبلية، مع التأكيد على الذاتية والهوية العربية والتراث الحضاري، وتأكيد الولاء والانتماء للوطن العربي الكبير.
إن هذا الكتاب يضم فكرًا جديدًا لصناعة إنسان عربي جديد.. إنه الإنسان العربي، صانع مستقبله، بادئًا من اليوم، وليس غدًا أو بعد غدٍ، ومن أجل إنسان عربي كوني جديد صاحب نظرة متعمقة في الكون والإنسان والحياة، يجعل كل ما هو عالمي لخدمة كل ما هو عربي، ويدرك أن سفينة العروبة لا قيمة لها إذا لم نكن جميعًا على ظهرها.. وأنه لا يريد أن ترتفع الجدران حول بيت العرب، ولا أن يُحكَم إغلاق النوافذ، بل هو يريد أن تهب ثقافة كل أرض حول بيت العرب بأقصى قدر من الحرية، ويرفض أن تقتلع هذه الرياح أي عربي من جذوره وتاريخه وحضارته؛ حتي يمسي إنسانًا عربيًّا جديدًا لمجتمع عربي جديد.