يكشف هذا الكتاب عن جانب حضاري من الدولة العباسية، التي بلغ ازدهارها شأوًا عاليًا، ومكانة

سامقة بين الأمم في صفحات التاريخ.. ذلك الجانب الذي يتمثل في تلك المكانة، التي شغلتها المرأة

في دهاليز هذا الحكم، وفي مجريات هذه الدولة وأحداثها..

إن المضامين الواردة في كتاب "سيدات البلاط العباسي" تؤكد تلك القناعة بمدى أهمية هذا المصنف

باعتباره درة مؤلفات العالم الكبير والمؤرخ والمحقق العظيم مصطفى جواد.

لقد جاء كتابنا هذا متساوقًا مع الرصد التاريخي والتتابع لسيرة هؤلاء السيدات، حسب تسلسل

الخلفاء العباسيين ثم الطولونيين والأخشيديين؛ أي بالسرد التام لتاريخ الدولة العباسية منذ نشأتها حتى

نهايتها؛ موضحًا غايتين في منتهى الأهمية، أولاهما: أن هؤلاء السيدات، على الوجه الأغلب، قد لعبن

أدوارًا مهمة في حياة الدولة العباسية وأحداثها الحسام.. إذ إنهن قلدن خلفاء، وأبعدن آخرين، وغيرن

مجرى الحياة السياسية في بعض الفترات؛ خاصة أولاد الجواري اللاتي تزوجن الخلفاء وأنجبن أولادًا

ذكورًا مثل أم الخليفة المأمون والخليفة المعتصم.. أما الغاية الثانية للكتاب؛ فقد تمثلت في أن سرد

هذه السير لسيدات البلاط العباسي، جاء مزيجًا متكاملًا من علوم إنسانية مختلفة، مثل: التاريخ

والآثار والجغرافيا والسير والتراجم والأدب.. بالإضافة إلى ذلك الكم الزاخر والثري من

التعليقات التاريخية والعلمية..

إن هذا الكتاب جدير بالقراءة والمعرفة والاقتناء