
هذا الكتاب
في الجزء الثاني من كتاب «رؤى تربوية عالمية» نتناول بقية أضلاع المثلث، فقد تناول المؤلف الجاهزية التكنولوجية -في الجزء الأول- باعتبارها أحد أضلاع مثلث التقدم والرفاهية، لأية دولة تبغي تحقيقهما لشعبها.. والضلعان الآخران، أولهما؛ تلك الرؤية التي تربط بين التعليم الثانوي الفني الزراعي وسوق العمل في مصر، من خلال إجراء دراسة مقارنة، محاولة الاستفادة بخبرات ألمانيا وهولندا وإنجلترا في هذا المجال، وما حققوه من سبق بارز وتقدم ملموس بشكل جلي. بينما تأتي تلك الرؤية المتعلقة بإجراء دراسة مقارنة للتعليم والتنافسية الدولية فيما بين كوريا الجنوبية ومصر، من خلال دراسة مدى الصلة بين طرفي المعادلة، التي تحتكم إليها هذه الرؤية؛ أي: التنافسية الدولية والتعليم ممثلة للضلع الثالث من المثلث، ومحاولة صياغة عدد من الآليات، التي يمكن الإفادة منها في مصر؛ لتحسين التنافسية الدولية.
وتتبقى كلمة أخيرة، تعتبر القول الفصل فيما هدفه الكتاب- عبر جزئيه - وهي أنه ليست ثمة فائدة ترجى من الأضلاع الثلاثة لهذا المثلث برؤاه العالمية العميقة، إذا لم يغلف كل ذلك ببداية فورية في الاستراتيجيات الهادفة تنمية الفكر الناقد، لدى تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، من خلال تبني الفكر التصميمي، الذي يقوم على تنفيذ مدخل متداخل التخصصات؛ لتدريس المحتوى المعرفي، عند قيام المتعلمين بصياغة حلول ابتكارية للمشكلات المعقدة، والعمل على ترسيخ التربية الحوارية، التي تخلق متعلمًا متأملًا محللًا ومفسرًا، مستكشفًا لأبعاد ما يتعلمه.. وهو يعد بذلك اللبنة الأولى الأساسية، لأي نهضة لوطننا الغالي المفدى.