70 ج.م
شكلت الخلافة العباسية فى مجملها أروع فترات التاريخ الإسلامى، التى شهدت اتساع رقعتها بشكل لافت للنظر عما سبقها أيام الدولة الأموية، بالإضافة إلى وفرة ثرواتها ورواج تجارتها، وأحدث كل ذلك نهضة ثقافية، تميزت بانقسامها إلى قسمين متمايزين، أولها علوم الدين وثانيهما علوم الدنيا .. ورغم أن مصر لم تكن حاضرة للاخلافة العباسية، التى ارتبطت وقتها بـ " بغداد " الإ أنها كانت صاحبة موطن متميزاً فى تلك الخلافة تأثيراً فى حركة الاقتصاد والتجارة بين أطراف هذة الخلافة .. وكذلك تمثل أيضاً فى ثقلها السياسى، وكونها درعاً حامياً لهذة الحضارة والنهضة التى أقامتهما الخلافة العباسية فى صد مطامع كثير من الغزاة، الذين حاولوا الوثوب على هذة الخلافة، وكان من أبرزها- على الإطلاق- ما فعلة السلطان صلاح الدين الأيوبى فى صد خطر الصليبيين واسترداد بيت المقدس.. هذا الكتاب دليل واقع على نصيب مصر الهائل فى بعث الحضارة الإسلامية وتقويم دعائمها، والعمل على نهضة العالم الإسلامى، وأن تنعقد لها تلك الزعامة الثقافية بين الأمم الإسلامية. لقد استطاعت مصر أن تنهض – بجدارة واستحقاق – بمهمة التوفيق بين الحضارة الإسلامية، التى ازدهرات فيها منذ العصور الوسطى، والحضارة العربية، التى تأثرت بها الحملة الفرنسية على وادى النيل. لقد كرست مصر كل جهودها للحضارة الإسلامية؛ فساهمت فيها بنصيب وافر، وأنجبت كثرين من أعلام المسلمين، فى العلوم والآداب والفنون والسياسة.
New
New
New
New
