
عالم المحيطات عالم مليء بالأسرار والعجائب، ومنذ القِدم شغُف الإنسان بمحاولة استكشاف أسراره وإماطة اللثام عن ألغازه واقتحام مجهوله.
جاء القدماء المصريون ليحملوا مشعلَ الريادة في هذا المضمار فيكتشفون المحيط الهندي وجانبًا من المحيط الأطلنطي. ثم أتى دور الملاحين والعلماء العرب ليمخروا عباب المحيطات والبحار ويبتكروا العديد من أجهزة الملاحة والرصد.
توالت بعد ذلك اكتشافات الأوربيين، فبرز في هذا الميدان «إريك الأحمر» و«كريستوفر كولمبوس» و«ماجيلان» و«جيمس كوك».. وها نحن نستمتع على صفحات هذا الكتاب بمتابعة ذلك السباق المحموم بين الإنجليزي «كابتن سكوت» مكتشف القطب الشمالي والنرويجي «أدمنسون» مكتشف القطب الجنوبي في محاولة الوصول لكلا القطبين.
ويسلِّط الكتاب الضوء على «نظرية انفراج قاع المحيط» القائلة بأن «قاع المحيط يتجدد كل مائتي مليون سنة»، والتي أحدثت «ثورةً علمية كبرى»، بعدما انتقلت من طور التنظير إلى طور «الحقائق التي لا ريب فيها».
حتى الآن يقف العلم عاجزًا عن إيجاد تفسير لأخطر منطقتين في المحيطات: «مثلث برمودا/ مثلث الشيطان» في المحيط الأطلنطي، «مثلث التنين/ بحر الشيطان» في المحيط الهادي.
السؤال: هل باحتِ المحيطات بكل أسرارها؟ مؤكد أنها لم تَبُحْ بعدُ إلا بالنزر اليسير منها. ولا شك أن تعاون «علم المحيطات» و«علم الجيولوجيا» كفيل بِسَبْرِ أغوار هذا العالم المثير.