70 ج.م
كلمة الغلاف الخلفي لكتاب
اليهودية واليهودية المسيحية
يقينًا، سيجد كثيرٌ من القراء المهتمين بدراسة الأديان وتاريخها، أن الموضوعات التي عالجها المؤلف في هذا الكتاب وغيره، يتميز بعضُها بشيء من الحظر، وبعضها الآخر بلون من ألوان الإباحة..
والديانة اليهودية ـ بصفة خاصة ـ ديانةٌ ساميّةٌ بعيدة في القِدَم، عاصرت الحضارات والعقائد الشرقية القديمة، وجذورها في مصر حيث وُلد "موسى" ـ عليه السلام ـ وتَرَبَّى وتَثَقَّفَ.. لكنَّ الوحي الإلهي أنار طريق "موسى" إلى الوحدانية، فحدث ما حدث بينه وبين فرعون مصر، ثم انتقل مع أتْباعه إلى إقليم آخر من أقاليم مصر هو سيناء، ومن ثَم أخذت الديانة اليهودية تتكون تدريجيًّا، متأثرةً ـ دون شك ـ بما جاء به "موسى" وقومه من عقائد مصر الوثنية وطقوسها.
ذلك الخليط من العقائد المتداخلة في اليهودية عبر التاريخ، هو الذي دفع إلى ظهور عدد كبير جدًّا من الأنبياء بين الشعب اليهودي، فحاولوا جاهدين تخليص اليهودية من الدخيل وإرجاعها إلى سيرتها الأولى.. وهذا هو موضوع الكتاب الماثل بين يديْك عزيزي القارئ: تبيين الديانة اليهودية الصحيحة كيف كانت، وكيف تسربت إليها عقائد الأقوام والشعوب الذين خالطهم اليهود، حتى تأثروا بعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم وأدخلوها في دينهم.
كما أَوْلَى المؤلف عنايةً خاصةً للحديث عن الصلاة عند اليهود، مقابلاً بينها وبين الصلاة في العقائد الأخرى؛ لأنها جميعًا ترجع إلى أصل واحد وطنه الشرق العربي.. وكذلك عَرَضَ للقربان، والنَّذْر، والقَسَم، والبركة، واللعنة، والكهنوت، والتلمود.. ووجه اهتمامًا خاصًّا للروح، حيث تقف اليهودية منها موقفًا يكاد يتفق مع موقف بعض الديانات السماوية الأخرى، وبخاصة فيما يتصل بالملائكة والجن.
كتابٌ ثريٌّ بموضوعه، جديرٌ بأن يُقرأ ويُدرس برَوِيَّة واهتمام.
New
New
New
New
