الأقسام
المتجر
الرئيسية
التسوق
الصفحة الشخصية

المتجر

  • image
  • image

الطرز المعمارية لمقابر ومعابد العصور المتأخرة

250 ج.م

المــــــقدمــــــــة

     يتناول هذا المؤلَّف دراسة للطرز المعماريَّة لمعابد ومقابر العصور المتأخرة في مصر القديمة، وهي الفترة الزمنية التي تمتد منذ نهاية عصر الدولة الحديثة وحتى نهاية العصور الفرعونية، والتي مرت بحقب زمنية متعاقبة أطلق عليها علماء الآثار والحضارة المصريَّة القديمة "عصر الانتقال الثالث والعصـــــر المتأخـــــــــر"، ويشغل عصر الانتقال الثالث الأسرات الحادية والعشرين حتى الأسرة الخامسة والعشرين، أما العصر المتأخر فيبدأ من الأسرة السادسة والعشرين وحتى الأسرة الثلاثين، أو بمعنى آخر فهي تتضمن أواخر العصور الفرعونية لذلك أطلق عليها مصطلح العصور المتأخرة، وليس المقصود بها التأخُّر الحضاري فكان لكل فترة لها سماتها الحضارية التي تميزها، وإنما المقصود بها أواخر الأسرات الفرعونية من حيث الترتيب الزمني.

   ومن خلال الدراسة لهذه الفترة الزمنية للطرز المعمارية للمعابد والمقابر يقابلنا الكثير من الصعوبات والمعوِّقات، فلم تنل الحظ الوافر من البحث والدراسة والمسح الأثري الذي نالته العمارة المصرية القديمة في عصر الدولة الحديثة.

   ويرجع ذلك لأسباب منها سياسيَّة واقتصاديَّة، وأخرى جغرافيَّة، فالأسباب السياسيَّة تتضح لنا من خلال ما تعرضت له البلاد من حالة الفوضى والاضطراب الداخلي الذي مرت به منذ أواخر الأسرة العشرين، مما أدى إلى عمليات النهب والسرقة للمعابد والمقابر، وإهمال المشاريع العمرانية نتيجة لهذه الفوضى، هذا إلى جانب وقوع مصر تحت نير الاحتلال الفارسي مرتين، وأخرى تحت الاحتلال الآشوري، ونتيجة لذلك تعرضت معظم المعابد والمدن المصرية إلى التخريب والدمار، وعدم الاهتمام ببناء المعابد بالإضافة لاعتماد الجيش المصري على الجنود المرتزقة اليونانيين. 

   أما الأسباب الاقتصاديَّة فطالما أن هناك اضطراب داخلي وعدم استقرار فبالتالي لا يوجد رخاء اقتصادي يساعد على الاستمرار في التطور المعماري وتشييد المزيد من المنشآت المعمارية سواء بناء المعابد أو المقابر خلال العصور المتأخرة.

  وبالرغم من هذه الظروف العصيبة إلا أننا نجد أن معظم ملوك أسرات العصور المتأخرة ساهموا ببناء بعض المنشآت المعمارية الملحقة ببعض معابد عصر الدولة الحديثة، أو استغلال بعض المنشآت الأقدم في الزمن وإعادة استخدامها في منشآتهم، فعلى سبيل المثال ما قام به الملك وسركون الثاني ـ أحد ملوك الأسرة الثانية والعشرين ـ في تل بسطة من تشييد إضافات لمعبد المعبودة باستت، أو ما قام به بعض الملوك الآخرين من تشييد بعض المقاصير الدينية أو بعض المعابد المستقلة والتي أبرز فيها المهندس المعماري روح العصر.

  ومن حيث العوامل الجغرافيَّة فهي تعود إلى طبيعة التربة التي شيَّد فيها معظم ملوك العصور المتأخرة معابدهم أو مقابرهم خاصَّة في الوجه البحري (الدلتا) حيث أن أراضيها

منتجات مشابهة