
النص المشكل، أو قصيدة النثر
أقدم هذا الكتاب وأنا أعلم أن الرافضين له أكثر من المتقبلين، وأعلم أن الرافضين رَفْضُهم سابق على القراءة، وأظن كذلك أنه سوف يكون لاحقًا للقراءة.. إنْ تمت القراءة فعلاً؛ ذلك أن الرفض مؤسَّس على يقين بأن الحداثة بكل منجَزاتها نوع من الإلحاد الثقافى والمعرفى، ونوع من العقوق للتراث يساوى "قتل الأب".. وربما دخل الرافضون ـ دون تنبه ـ فى سياق قوله تعالى: (إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)!
فهل رفض الآباء كل تجليات الحداثة قديمًا وحديثًا؟
لقد حاولتُ جهدى أن أطرح موقف الآباء القدامى من تجليات الحداثة التى تعلقت بالشعرية عندما تمتزج بالنثرية، ثم تابعت الموقف نفسه مع الآباء المتأخرين؛ ليكون هذا وذاك بعض إضاءة (تنويرية) كاشفة لبعض الظلام؛ لأن النور الذى لا يزيل ظلمة لا يُعَوَّل عليه، كما يقول ابن عربى.
د. محمد عبد المطلب