
هذا الكتاب
الكتاب الذى نحن بصدده الآن يناقش إشكالية جديدة من إشكاليات التاريخ العباسى وهى المرتزقة، وتحديدًا الزواقيل والشاكرية. وفى واقع الأمر، فإن فئتي الزواقيل والشاكرية قد أثارتا ركامًا من التفسيرات والاختلافات فى تحديد ماهيتهم وأدوارهم الحقيقية فى التاريخ الإسلامى؛ نظرًا لتعقد هذه الأدوار وتناقضها، وتعدُّد مشاهداتهم على مسرح الأحداث التارخية مع المعسكر وضده فى آن واحد؛ مما أثار حالة من الجدل والصعوبة البالغة فى التفسير..
ستكشف لنا الدراسة أننا أمام فئة مخصوصة، تطورت من مجرد خدم فى البلاط إلى قوة عسكرية، ذات طبيعة خاصة؛ وصولاً إلى مرتبة المشاركة فى صنع القرار السياسى، متعاملة ببراجماتية، فلم تتبنَّ قضايا دينية أو فكرية أو سياسية حقيقية، وتحالفت مع الشىء وضده، ولم يعَنِها سوى المكتسبات والمصالح المادية، مما يفسر تحالفاتهم المتعددة والمتناقضة، فصارت طرفًا أصيلاً فى معادلة القوة السياسية، فى الدولة العباسية، فى القرن الثالث الهجرى