
لا نجد شعباً من شعوب العالم معلوماً ومجهولاً كالشعب اليهودي فالإنسان لن ينساه ولن يحبه وذلك بسبب الكتب السماوية أولاً والكثرة المطلقة من الكتب التي نشرت حول هذا الشعب وتاريخه ثانياً ، وقد حاول كثيرون من العلماء التوفيق بين رأي أولئك وهؤلاء إلا أن هذا الأمنية لم تتحقق وظل الأمر كما هو عليه اليوم .
ولإدراك المكانة التاريخية الحقيقية للاسرائيلين فإن هذا يتطلب الرجوع الي حدثين هامين في تاريخ هذا الشعب .
الحدث الأول عندما حطَّمت روما في القرن الأول الميلادي الدولة اليهودية ، والحدث الثاني تشريد هذا الشعب . وترتب علي هذين الحدثين أن اصبح الشعب اليهودي لا يحيا حياته الخاصة التي أعتادها وفُطر عليها منذ قرون بل يتضور في حياتين : حياته،وحياة البيئة الغريبة التي يعيش فيها وتحيط به .
فالمجتمع الإسرائيلي خلق أحداثه الخاصة الداخلية وتحمل كارهاً الأحداث الخارجية فتعرض الإسرائيلي لقوي غريبة عنه لم يكن مستعداً لادراكها . وأهم هذه القوي "المسيحية" التى جعلت من الإسرائيلين هدفاُ من أهداف التاريخ حتى يومنا هذا .