
ظل للحجاز دوره المؤثر في الحياة السياسية الإسلامية خلال العصر العباسي، إذ لم تفقد المدينة المنورة ومكة المكرمة مكانتهما السياسية البارزة بانتقال مركز الحكم إلى بغداد. وقد اختلف موقف العباسيين تجاه العَلَويين في الحجاز بين المهادنة والمواجهة.. وامتد تأثير الحركات العَلَوية في الحجاز ليهدد العراق نفسه منذ أن تزعم «إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب» حركة عَلَوية مناهضة للخلافة العباسية في مدينة البصرة بالعراق، كما قاد «محمدٌ النفس الزكية» ثورة أطاحت بالنفوذ العباسي في المدينة المنورة، وأرسل إلى أخيه «إبراهيم» يأمره بإعلان الثورة ضد العباسيين.
وفي هذه الدراسة تتبع لجذور تلك الحركات المعارضة وتطورها، وموقف الخلافة العباسية منها، في محاولة للوصول إلى حقيقة وقائع تلك الفترة المضطربة من تاريخ الدولة العباسية.