70 ج.م

مضى حينٌ من الدهر كان الناس لا يشكّون في أن الفلسفة اليونانية نشأت أولَ ما نشأت ببلاد اليونان. واستمر ذاك الرأي ينمو ويشتد في النفوس كحقيقة لا ريب فيها. ولكنَّ هذا الكتاب يذهب إلى أن التفكير الفلسفي لم يبدأ في اليونان، وأنه ليس وقفًا على الغرب وحده، بل إن الغرب مسبوق في هذه الناحية بالشرق. كما يقرّر في صراحة أنه ليس الآن مَن يستطيع الاعتقاد بأن اليونان وروما وشعوب أوربا في العصور الوسطى والحديثة، هم دون سواهم أرباب التفكير الفلسفي؛ ففي جهات أخرى من الإنسانية سطعت عدة مواطن للتفكير المجرد، وظهرت أشعتها جليًّا في شتى الأنحاء.