
في بداية رحلتنا مع هذا المصنف، حرصنا على عدم التدخل فى نص الكتاب؛ باعتباره تراثاً مميزاً، بالإضافة إلى تقليل الهوامش وقصرها - فى أغلب الأحيان ـ على شرح المصطلحات الغامضة، أو تفسير فكرة ضرورية من الأفكار التى وردت فى الكتاب..
ولأن الفلسفة هى النتاج الأرقى للإنسان، والدال عليه باعتباره كائناً مفكراً، فقد آثرنا أن نثبت بالأدلة القاطعة ـ عبر التأريخ لفلاسفة المغرب العربى ـ أن للفلسفة والفلاسفة فى المغرب قيمة لاتقل إطلاقاً عن فلسفة المشرق العربى وفلاسفتها، وأنها قد حملت آثارها الواضحة على أوربا فى العصور الوسطى؛ إذ أناروا هذه العقلية الأوروبية، وجعلوها تستيقظ من سباتها العميق؛ لتبدأ عصر نهضتها ، مستندة إلى عقلانية ابن رشد..
لقد أوضح الكتاب آليات انتقال الفلسفة من المشرق إلى المغرب، ودور الخليفة الحكم الثانى فى دعم فلسفة المغرب، ومواطن تميز فلسفة المغرب، ودور اليهود فى فلسفة الأندلس والاستفادة من حكمة فلاسفة الإغريق .. مع تناول كل ذلك بمنتهى الموضوعية والحيادية..