
ضهرية
(الدولة الأموية فى المشرق)
بدأت الدولة الأموية بخلافة معاوية بن أبى سيفيان بن صخربن حرب، محدثة انقلاباً خطيراً فى تاريخ الدولة العربية،أو بمعنى آخر؛ لأنها كانت خلافة قهرية، أخذت بقوة السيف والدهاء والحيلة، جمعت فى ملامح حكمها بين التقيد البدوى الخاص، عن طريق انتخابه على يد زعماء القبائل، والتراث البيزنطى الخاص بالنظام الوراثى، وانتهى كذلك بقوة السيف والدهاء والحيلة؛ حين تمكن العباسيون، المطالبون بالخلافة، فأدرك صالح بن على بن عبدالله آخر خلفاء بنى أمية، مروان بن محمد فى قرية "بوصير" إحدى قرى الحبيزة، وقتله سنة 132 هــ .
وحكايتنا التى تقع بين دفتى هذا الكتاب، تتناول رحلة هذه الدولة فى المشرق، من بدايتها إلى نهايتها؛ أى من قمه قوتها وأومج مجدها حين استطاعت أن تفرض نفسها على ساحة تأريخ أمة العرب، إلى أقصى لحظات ضعفها، مستعرضة معك كل معالم هذه الرحلة وسماتها، التى تدعوك لإلى أن تقطعها معنا بكل روية ودقة؛ لنحقق معاً أهداف تلك الرحلة المعقدة، والتى يأتى أولها متمثلاً فى قدرتة العنصر العرب الفائقة على الحكم والسياسة وترامى أطراف الدولة ورفاهيتها وازدهارها في بداية رحلتها.ويتمثل ثانيها في استيعاب درس التاريخ الرائع، وهو أن سبب انقراض أي أمة يكمن في أن تغفل عن ملكها وتغرق في بحار شهواتها.. بينما يأتي ثالثها وأهمها، متمثلاً في أن يشكل لك كل ذلك خبرة، تضاف إلى سياق معارفك، فقد قالوا قديمًا: " إن التاريخ هو العلم الوحيدالذي يفسر الإنسان للإنسان ".