
يحتكم كتابنا إلى قناعتين مهمتين، أولاهما: أن من حق الإنسان وواجبه في آنٍ، أن تتسم سلوكياته وتعاملاته بأرقى مستوى من الرفعة والسمو؛ إذ يتعين أنها تحتكم إلى قواعد من الإتيكيت والبروتوكول، والتي لها نشأة معتمدة في سياق الأداء البشري، منذ اللحظة التـي سادت فيها حضارة الإنسان، من علوم ومعارف وأداءات، غيرت وجه الحياة على الأرض، وهذا ما رصدته المؤلفة –بإيجاز- في فصول كتابها الثلاثة الأوَّل.
وتأتي القناعة الثانية مؤكدة أن الأديان، هى المنبع الرئيسي لهذه الأداءات الراقية، ومن ثم خصصت المؤلفة فصلها الرابع –والأخير للتركيز على آداب التعامل وسلوكياته في دور العبادة وحلقات العلم، باعتبارها من أقدس الأماكن، التـي ينبغي أن يحرص الإنسان فيها على التصرف الرفيع المستوى و الراقي.. وهذه سمة، افتقدتها أغلب المصنفات المؤلَّفة في هذا النسق من المعارف. إن الكتاب يتسم بتلك السمتين الفارقتين في أن يجمع بين قارئ راغب في المعرفة والثقافة، وقارئ باحث يرغب في معرفة أكثر دقة طبيعة تخصصه في موضوع الكتاب، وهما سمتان جديرتان بالحرص على اقتناء الكتاب.