
هذا بحثٌ من البحوث القَيِّمَة التي يجب أن تظل حية متحركة في كل زمان ومكان؛ فهو يناقش ويتصدى لمعركة لا زالت حامية الوطيس بين شيعة الجمود التي يروق لها أن يظل الإسلام دينًا راكدًا لا يتحرك ولا ينهض، وبين شيعة التقدم التي ترى الإسلام كفيلًا بأن يعيش مع الحياة ويتطور بتطورها.
وقضية الاجتهاد قضية قديمة، ناقشها فقهاء المسلمين منذ قرون، وتعصب لها البعض فرأى أن باب الاجتهاد يجب أن يُفتح على مصراعيْه إلى أن يرث اللّٰـه الأرض ومَن عليها.. وتعصب البعض الآخر عليه، ورأى أن بابه قد أُغلق منذ أن مضى الصحابة والتابعون وتابعو التابعين.. وظل معظم العلماء متشيعين للفريق الآخر، حتى جاء الإمام «محمد عبده» v فانضم إلى الفريق الأول، وبعث في القضية الحياة.. ثم جاء الإمام «المراغي» فتجاوبت آراؤه مع آراء الإمام «محمد عبده»، وانتهز فرصة مشروع الطلاق وتعدد الزوجات الذي صدر عام 1929 م، وتألُّب علماء الدين عليه لاعتقادهم أن باب الاجتهاد قد أُغلق، فأعلن رأيه في الاجتهاد واضحًا، وكان صيحةً مُدَوِّيَةً من عالِـمٍ فقيه.