
هذا الكتاب
لم يكن أمامى وأنا أراجع هذه السطور غير أن أشير ـ أو حتى أتمهل ـ عند الكثير من مظاهر الواقع المرير، بين المصطلحات والأسماء التى عشنا فيها طويلاً من نهايات القرن العشرين إلى بدايات القرن الحادى والعشرين.
كان لا بد من التمهل عند العشرات والمئات من الأسماء الدالة، من "الجامعة العربية"، إلى "الفكرة العربية"، إلى "القومية العربية"، إلى المتنبى الذى راح يلتفت بعنف فى الذاكرة إبان سقوط بغداد، وعلاقة الديمقراطية بالأمن العربى قبل 11 من سبتمبر، وبعدها دراما مانهاتن، مرورًا بالعديد من صور المقاومة التى لن تغيب أبدًا عن العقل العربى.
ومن خلال ذلك، أردت تأكيد أن الوصول إلى المستقبل كان مرهونًا بالمرور على تخوم الماضى وأهواء الحاضر وغيابات المثقفين؛ فالخروج من مساحات العروبة إلى فضاءات الحضارة الإسلامية يظل هو الشرط الوحيد للخروج من أسر الحاضر والماضى إلى آفاق المستقبل والعمل له فى آن واحد.
إنه الخروج من العروبة المصمتة إلى نور الحضارة الإسلامية البعيد..
وهو ما اجتهدنا للوصول إليه هنا فى هذا الكتاب.
د. مصطفى عبد الغنى