
هذا كتابٌ عن عَلَم من أعلام العرب والإسلام، وهو الإمام "ابن تيمية"؛ أحد الأئمة الذين شاء اللـه أن يجدد بهم الإسلام، وأن يُعِزَّ بهم دينه وشريعته، وأن يحفظ به وبأمثاله أمة العروبة والإسلام. تناول فيه المؤلفُ عصره من نواحيه المختلفة، كما تكلم على حياته الخصبة المباركة، وجهاده، وجَلَّى منهجه في البحث، مع ذِكر تطبيقات له في العلوم المختلفة. كذلك فقد عُني بالكلام على آرائه في الدين والحياة: في الفقه وأصوله، وفي تفسير ما اضْطَلَعَ به من كتاب اللـه، وفي الاجتماع، وسياسة الحكم وأصوله التي يقوم عليها. ثم أشار أخيرًا إلى مكانته ومنزلته العلمية، وإلى خصومه وأنصاره (وما أكثرهم!). كما أشار إلى مقدار ما نُفِيدُ من دراسته، ومنهجه في الحياة، وإلى أثره فيمن بعده.
أ. د. محمد يوسف موسى (1899 ـ 1963م)
عالِم بالفلسفة، وفقيه أصولي. من العلماء المجدِّدين بالأزهر الشريف. وُلد في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ودرس بالأزهر حتى نال درجة العالِمية، فعُين مدرسًا بمعهد الزقازيق الديني، على حين تعلم الفرنسية ليقرأ بها الدراسات الفلسفية في الغرب؛ ولذلك عُين مدرسًا لعلميْ الفلسفة والأخلاق بكلية أصول الدين. وفي عام 1938 توجه إلى فرنسا، ونال درجة الدكتوراه ـ مع مرتبة الشرف ـ من جامعة السوربون في موضوع "الدين والفلسفة في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط".
كان عضوًا بالمَجْمَع اللُّغَوي في القاهرة. وعُرف بعلمه الغزير، وبراعته في شرح وبسط أعقد المسائل الفلسفية أو الكلامية بأسلوب يسير.
من مؤلَّفاته: "القرآن والفلسفة" ـ "الإسلام والحياة" ـ "الإسلام وحاجة الإنسانية إليه" ـ "مباحث في فلسفة الأخلاق" ـ "ابن رشد الفيلسوف" ـ "الأخلاق في الإسلام".. وغير ذلك من التآليف في الفلسفة والإسلاميات.